القصيدة للشيخ عبدالرحيم البرعي اليمني - غفر الله له ورحمه -تحكي شوقه إلى بيت الله وقد أخذ محمولا لحجه الأخير على جمل فلما قطع الصحراء مع الحج الشامي وأصبح على بعد خمسين ميلاً من المدينة (وكان يتمنى أن يموت في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم) هب النسيم رطباً عليلاً معطرا برائحة الأماكن المقدسة فازداد شوقه للوصول لكن المرض أعاقه عن المأمول فأنشأ قصيدة لفظ مع آخر بيت منها نفسه الأخير .. يقول فيها:
يا راحلين إلـى منـى بقيـادي
هيجتموا يوم الرحيـل فـؤادي
سرتم وسار دليلكم يا وحشتـي
الشوق أقلقني وصوت الحـادي
حرمتموا جفني المنام ببعدكـم
يا ساكنين المنحنـى والـوادي
ويلوح لي مابين زمزم والصفـا
عند المقام سمعت صوت منادي
ويقول لي يانائما جـد السُـرى
عرفات تجلو كل قلـب صـادي
من نال من عرفات نظرة ساعة
نال السرور ونال كـل مـرادي
تالله ما أحلى المبيت على منـى
في ليـل عيـد أبـرك الأعيـاد
ضحوا ضحاياهم و سال دماؤها
وأنا المتيم قد نحـرت فـؤادي
لبسوا ثياب البيض شارات اللقاء
وأنا الملوع قد لبست سـوادي
يارب أنت وصلتهم صلني بهـم
فبحقكـم يـا رب فُـك قيـادي
فإذا وصلتـم سالميـن فبلغـوا
مني السلام أُهيـل ذاك الـوادي
قولوا لهم عبـد الرحيـم متيـم
ومفـارق الأحـبـاب والأولاد
صلى عليك الله يا علم الهـدى
ما سار ركب أو ترنـم حـادي