السلام عليكم
مواطن خايب!!!
منذ كنت صغيرا وانا احتار في امر هذه المفردة!!!!
فعادة ما يقول احدنا نكتة او يقوم بفعل او ردة فعل فيوصف بأنه (خايب)!!
رغم ان الجميع يضحك او يعجب او يشعر بالاثنين الضحك والاعجاب والثالثة ان ينعتك بـ(الخايب)..
اذكر فيما اذكر ان مدرس اللغة العربية المصري الجنسية وخريج الازهر كان ينعتني بذلك كذلك!!!
نعم فحينما كنت استعرض عضلات الذكاء في اللغة العربية واعرب ما تحته خط واتجاوز الى مالا تحته خط كذلك!! واقترح ان بعض المفردة يمكن ان تعرب باكثر من صورة!! فهي فاعل مؤخر او مفعول به مقدم!!! وتنتاب ذلك الاستاذ الغصة بغباء تلميذه النجيب فيربت على كتفي قائلا بلهجة مصرية حانقة: اقعد يابني جاتك خيبة!!
وعندما كنت اخرج مع بعض الرفاق للصحراء لرمي (قنان) خبزة جمر/ملة مع (طاسة) شاهي اخضر, فيسألوني ان اقوم بعمل معين وعندما انجزه اسألهم: هل ما قمت به صائب؟ فيجيبون: لا فأعرف انه (خايب!!)
وعندما كانت الاسواق الشعبية هي الملاذ للتسوق من اجل (قنابيل) البلاستك!!! والبضاعة التركية والايطالية كنت اسمع ان من يحصلون على نصيب الاسد هم (اصحاب الكتوف!) فاذهب واشترك في صالة تدريب حمل اثقال!! واقوم بالكثير لاصير (عريض المنكبين) اصرار مني على اني سأحصل على نصيب جيد من (القنابيل) في المرة القادمة.
وتأتي المرة القادمة ولا احصل على شئ وارجع الى البيت (خايب) و انزوي كسيرا في الزاوية مقرفصا بدون أي (فردة قنبالي) واراجع لما لم اتحصل على حصة رغم اني (عرضت اكتوفي)؟! واكتشفت بعد تفكير عميق اني كنت (خايب) لاني لم اسألهم ماهي معايير الحد الادني لـ(الاكتاف العريضة!).
واكتشفت ان سبب هذا (الخياب) هو مدرس اللغة العربية المصري (الازهري) ودعوته التي ربما كانت مستجابة!! فلربما كان من (الصلاح والمرابطين)!!!
تلك (الخيبة) امتدت معي حتى في الدارسة الجامعية و تعيين الشعبيات بالرغم من حمل ملفي الى اكثر الشعبيات شهرة في (التساهل) في التعيين فذهبت بملفي الى شعبية بني وليد و سبها و البيضاء والجفرة ولكن الخيبة كانت تلاحقني واظن اني قد شاهدها بمكتب امين احد الشعبيات مرتدية (جلابية) وكانت (تولول) لان امين الشعبية كاد ان يوقع قرار تعييني ولكن عندما تأكد انه لست انا (صنديد اللي اموصيين عليه) اخبرني بأن حصولي على التعيين يرتبط بأجابتي على سؤال واحد وبدون خيارات! فارتحت لذلك كون امين الشعبية يحمل شهادة سادس! لذا كان يكنى بـ(الحاج!!) وقلت انه سيسألني عن نشيد (الله اكبر) او (من اول من فكر في الطيران؟) ولكني لمرة اخرى من عديد المرات شعرت بأني (خايب) فقد سؤاله المعي جدا :
كم يبلغ عدد الشوك في القنفود البالغ؟
حقا , لو لم اكن (خايب) فكم امسكت بقنفذ على اضواء السيارة وكم لعبنا به مبارة كرة قدم!! خلسة عن اعين جمعية الشهيد قضوار السهولي الاستهلاكية وحماية الغابات والاحراش!!!
كيف لم يخطر ببالي ان اعد شوك القنفذ في اعماره المختلفة ولكن ربما ذلك كان تجنبا للتحرش بسيدات القنافد!!!
لم اعد افرق بين خياب النهج ومفردة (اسكروني!!)
الى الان احاول الا اكون (خايب) حتى بالانجليزي! ولكني اكتشفت اني كذلك وللاسف!!!
ففي مرات كثيرة كنت اقف في طوابير الخدمات والمنافع العامة ويحدثني احد الانجليز:
Your turn sir!
فأخرج من الطابور وارجع للبيت حيث كنت اعتقد انها تعني (دور) بتشديد الواو بالعامية الليبية!!!
فحرف r لا ينطقونه بوضوح فاعتقدت انهم يقولون:
You! Turn si
واعتقدت خائبا انها تعني:
انت! دوّر ياسي البي!!!
وارجع واحدث الجميع ان الانجليز شعب عنصري جدا فهم عدا انهم كانوا يطردونني من طوابيرهم فالاسوأ كان انهم يتركوني اقضي وقتا في الطابور الى ان يأتي دوري ثم يطردونني!!!
وبسبب كل ما ذكر اعلاه تقدمت بطلبي للشؤون الثقافية بلندن لتغيير التخصص في الدكتوراة من المحاسبة الاسلامية الى دراسة بعنوان (هل انا خايب ام اسكروني؟!! حالة عملية في تجليات الحقيقة المخفية)
فلم يرد النظام الالكتروني للشؤون الثافية على الطلب رغم انه كان في العادة يرد بسرعة جدا لدرجة ان الجامعة لا تضطر اسفة لقطع كل التسهيلات عليك كون سفارة دولتك لم تدفع المتراكم!!
تصوروا بأني اكتشفت اخر ما اكتشفت ان الجامعة كذلك (خايبة)!! كونها لم تعرف نظام (المستخلصات) الليبي وما يدر وراءة من (مستحلبات)!
وانقطعت السبل بي هنا وضاقت عليا الارض بما رحبت فقررت ان استسلم لذل الجهل بالاجابة الى ان يجعل لي ربي من امري رشدا
استسلمت وانا اردد قول الشاعر الشعبي:
( الخايب كان خبت اخيابه *** اتصير زيه مافيش فارق منه)
دمتم بخير